مسيحي بكربلاء يبكي على ابا عبد الله الحسين
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
مسيحي بكربلاء يبكي على ابا عبد الله الحسين
السلام عليكم
سلطان الحقيقة
مهما اختلف الناس في الآراء والمعتقدات، وفي الأذواق والرغبات، فإن الحقائق الإنسانية تفرض نفسها على العموم، ويعترفون بها من حيث يريدون أو لا يريدون، لأنها تنبع من فطرة الإنسان وضميره من حيث هو إنسان، ولا يختلف فيها اثنان على وجه الأرض، وأيّ عاقل يجادل في الثورة على الظلم والجور، والتضحية في سبيل الحرية والعدل والمساواة؟ وهل يتجنّس الحق والخير والجمال بدين أو بمذهب، أو يتحول الإنسان عن طبيعته إلى طبيعة ثانية إذا هو دان بالإسلام أو المسيحية؟ وأي شعب لا يقدّس الأبطال والشهداء ملحداً كان أو مؤمناً، جاهلاً أو متعلماً؟.
إن القضايا الإنسانية الفطرية مشاعة بين الناس، كل الناس، تثبت نفسها بنفسها، وبها يستدل على الحق، ولا يستدل عليها بشيء لأنها تحمل في طبيعتها السبب الكافي لصدقها، وكل القياسات النظرية تنتهي إليها وإلا بقي العلم والمعرفة طيّ الكتمان والعدم.
حافظ إبراهيم خير الله
الأستاذ حافظ إبراهيم خير الله صحفي لامع وشهير، وهو مسيحي أرثوذكسي لبناني، مستقيم الرأي، وراسخ العقيدة بلا جمود وتعصّب، ينظر إلى الأديان بالكامل على أنها وسيلة إلى هدف واحد، هو هدي البشر وإسعاده، وبثّ روح الفضيلة بين أفراده، ولكن كما قال "عنده عقدة نفسيّة تعود إلى أنه لم يعرف القدس وبيت لحم والناصرة"، وهو يتوق إلى هذه الأماكن وزيارتها، ولا يجد إليها مذهباً ما دام الصهاينة يدنّسون ترابها بأقدامهم.
وأخيراً، اهتدى الطريق، وعزم أن يردّ لهفته ويشبع رغبته بزيارة الحرم الحسيني في كربلاء، والحرم العلوي في النجف، وحين رآهما اجتاحت نفسه انفعالات عارمة، سجلها في مقال جذّاب أخّاذ، يضع القارىء في نفس الجو والمناخ، ويريه الصورة الواقعية، ويثير في نفسه كل ما اختلج في قلب الكاتب وأحشائه تماماً كما لو كان إلى جنبه يرى ما رأى، ويسمع ما سمع.. ونشر هذا المقال في مجلة الحوادث، تاريخ:5/9/1975، وفيه من جملة ما فيه:
"الرعشة لا بدّ منها.. إطلال مآذن كربلاء عليّ من بعيد.. والمقبل إلى العتبات المقدسة في العراق يرتعش لأنه مكان محجته.. دخلت إلى مقام الحسين فصعقت وذهلت.. هو ذا من استشهد فأصبح رمزاً للانتفاض على الظلم، هو ذا من استشهد في سبيل العدل وترك الملايين تتطلّع إليه مثالاً للإنسان الذي أفنى جسده في سبيل الكمال البشري.. المسألة لم تعد تتحمّل علامات استفهام.. بعد ربع ساعة وجدت نفسي أبكي ثم أبكي ثم أبكي".
وأنا، حفظك الله يا خير الله، لم أملك عبرتي حين قرأت لك هذه الكلمات الدامية الثائرة، وأحسب أني واحد من عشرات البواكي على بكائك، ومن قرّائك.
وكل النباتات لها جذور وجذوع، ولكنها لا تزهر وتثمر إلا أن يعمّها الغيث كما قال سبحانه: {وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوجٍ بهيج} [الحج:5]. ورؤية الشهيد ومرقده غيث يحيي النفس وما يكمن في أعماقها من قوة وشجاعة لا تهاب أحداً غير الله، ومن حبّ وتقدير لكل مناضل ومجاهد، ومن كراهية لكل طاغية وخائن، وإذن فلا بد أن يتعظ مسيحي متدين بحرم الحسين ويريق الدمع على مرقده ويقول ما قال الأستاذ الحافظ: "كل من جاء إلى هنا جاء لتحسين مرآة الضمير والوجدان في نفسه".
ثورة الحسين قرآنية محمدية
وقال الأستاذ حافظ إبراهيم: "الحسين استشهد بعد أن شهد مصرع رجاله وأطفاله.. وبقي وحده في المعمعة.. جاءته ضربة فتلقفها طفل كان في حضنه فقتلته.. حتى اللحظة الأخيرة من حياة الحسين بقي يشهد ظلم الإنسان للإنسان. كثير والله هذا.. الحسين والشيعة قبل لينين والشيوعية بألف وثلاثمائة سنة، عندنا من تراثنا ما هو أهم بكثير".
نحن الشيعة نؤمن ونوقن بأن الحسين امتداد لجدّه رسول الله لحديث: "حسين مني وأنا من حسين"، وإن الثورة على الطغاة والمترفين، كما يسميهم القرآن الكريم في العديد من الآيات هي ثورة قرآنية محمدية، حيث ربط القرآن الكريم بين الإيمان والقتال في سبيل الله والمستضعفين، وقال في الآية 75ـ76 من النساء: {ما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان.. الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت}، والطاغوت من طغى وبغى، واتبع الشيطان والهوى.
وعليه فإن ثورة الحسين ليست نقطة البداية في الإسلام، ولا هي من رأي الحسين واجتهاده، بل وحي من الله، ونتاج لدين الإسلام والقرآن نصاً وروحاً، ولا شيء للحسين منها إلا التطبيق والتنفيذ وإلا أنه ترجم القرآن بلحمه ودمه، كما شرحت وأوضحت في كتاب "الحسين والقرآن".
في النجف والكوفة
ثم توجه خير الله من كربلاء إلى النجف والكوفة، وزار الحضرة العلوية ومسجد الكوفة وكتب: "قمة الخشوع في المكان الذي استشهد فيه الإمام علي الذي رافق رسول الله 33سنة، هنا اغتيل سيد نهج البلاغة، وقفت نصف ساعة، الصمت أبلغ من الكلام في مقام سيد الكلمة، التأمل والتذكر أفضل رياضة روحية حيثما استشهد علي.. المقاتل في سبيل الرسول والمقتول في سبيل الإسلام.. أودّعك أيها الإمام معاهداً إياك بزيارة، بل بزيارات كلما سنحت الفرصة". تماماً كما يقول شيعة علي والحسين بعد الزيارة وعند الوداع.
تحياتي
سلطان الحقيقة
مهما اختلف الناس في الآراء والمعتقدات، وفي الأذواق والرغبات، فإن الحقائق الإنسانية تفرض نفسها على العموم، ويعترفون بها من حيث يريدون أو لا يريدون، لأنها تنبع من فطرة الإنسان وضميره من حيث هو إنسان، ولا يختلف فيها اثنان على وجه الأرض، وأيّ عاقل يجادل في الثورة على الظلم والجور، والتضحية في سبيل الحرية والعدل والمساواة؟ وهل يتجنّس الحق والخير والجمال بدين أو بمذهب، أو يتحول الإنسان عن طبيعته إلى طبيعة ثانية إذا هو دان بالإسلام أو المسيحية؟ وأي شعب لا يقدّس الأبطال والشهداء ملحداً كان أو مؤمناً، جاهلاً أو متعلماً؟.
إن القضايا الإنسانية الفطرية مشاعة بين الناس، كل الناس، تثبت نفسها بنفسها، وبها يستدل على الحق، ولا يستدل عليها بشيء لأنها تحمل في طبيعتها السبب الكافي لصدقها، وكل القياسات النظرية تنتهي إليها وإلا بقي العلم والمعرفة طيّ الكتمان والعدم.
حافظ إبراهيم خير الله
الأستاذ حافظ إبراهيم خير الله صحفي لامع وشهير، وهو مسيحي أرثوذكسي لبناني، مستقيم الرأي، وراسخ العقيدة بلا جمود وتعصّب، ينظر إلى الأديان بالكامل على أنها وسيلة إلى هدف واحد، هو هدي البشر وإسعاده، وبثّ روح الفضيلة بين أفراده، ولكن كما قال "عنده عقدة نفسيّة تعود إلى أنه لم يعرف القدس وبيت لحم والناصرة"، وهو يتوق إلى هذه الأماكن وزيارتها، ولا يجد إليها مذهباً ما دام الصهاينة يدنّسون ترابها بأقدامهم.
وأخيراً، اهتدى الطريق، وعزم أن يردّ لهفته ويشبع رغبته بزيارة الحرم الحسيني في كربلاء، والحرم العلوي في النجف، وحين رآهما اجتاحت نفسه انفعالات عارمة، سجلها في مقال جذّاب أخّاذ، يضع القارىء في نفس الجو والمناخ، ويريه الصورة الواقعية، ويثير في نفسه كل ما اختلج في قلب الكاتب وأحشائه تماماً كما لو كان إلى جنبه يرى ما رأى، ويسمع ما سمع.. ونشر هذا المقال في مجلة الحوادث، تاريخ:5/9/1975، وفيه من جملة ما فيه:
"الرعشة لا بدّ منها.. إطلال مآذن كربلاء عليّ من بعيد.. والمقبل إلى العتبات المقدسة في العراق يرتعش لأنه مكان محجته.. دخلت إلى مقام الحسين فصعقت وذهلت.. هو ذا من استشهد فأصبح رمزاً للانتفاض على الظلم، هو ذا من استشهد في سبيل العدل وترك الملايين تتطلّع إليه مثالاً للإنسان الذي أفنى جسده في سبيل الكمال البشري.. المسألة لم تعد تتحمّل علامات استفهام.. بعد ربع ساعة وجدت نفسي أبكي ثم أبكي ثم أبكي".
وأنا، حفظك الله يا خير الله، لم أملك عبرتي حين قرأت لك هذه الكلمات الدامية الثائرة، وأحسب أني واحد من عشرات البواكي على بكائك، ومن قرّائك.
وكل النباتات لها جذور وجذوع، ولكنها لا تزهر وتثمر إلا أن يعمّها الغيث كما قال سبحانه: {وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوجٍ بهيج} [الحج:5]. ورؤية الشهيد ومرقده غيث يحيي النفس وما يكمن في أعماقها من قوة وشجاعة لا تهاب أحداً غير الله، ومن حبّ وتقدير لكل مناضل ومجاهد، ومن كراهية لكل طاغية وخائن، وإذن فلا بد أن يتعظ مسيحي متدين بحرم الحسين ويريق الدمع على مرقده ويقول ما قال الأستاذ الحافظ: "كل من جاء إلى هنا جاء لتحسين مرآة الضمير والوجدان في نفسه".
ثورة الحسين قرآنية محمدية
وقال الأستاذ حافظ إبراهيم: "الحسين استشهد بعد أن شهد مصرع رجاله وأطفاله.. وبقي وحده في المعمعة.. جاءته ضربة فتلقفها طفل كان في حضنه فقتلته.. حتى اللحظة الأخيرة من حياة الحسين بقي يشهد ظلم الإنسان للإنسان. كثير والله هذا.. الحسين والشيعة قبل لينين والشيوعية بألف وثلاثمائة سنة، عندنا من تراثنا ما هو أهم بكثير".
نحن الشيعة نؤمن ونوقن بأن الحسين امتداد لجدّه رسول الله لحديث: "حسين مني وأنا من حسين"، وإن الثورة على الطغاة والمترفين، كما يسميهم القرآن الكريم في العديد من الآيات هي ثورة قرآنية محمدية، حيث ربط القرآن الكريم بين الإيمان والقتال في سبيل الله والمستضعفين، وقال في الآية 75ـ76 من النساء: {ما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان.. الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت}، والطاغوت من طغى وبغى، واتبع الشيطان والهوى.
وعليه فإن ثورة الحسين ليست نقطة البداية في الإسلام، ولا هي من رأي الحسين واجتهاده، بل وحي من الله، ونتاج لدين الإسلام والقرآن نصاً وروحاً، ولا شيء للحسين منها إلا التطبيق والتنفيذ وإلا أنه ترجم القرآن بلحمه ودمه، كما شرحت وأوضحت في كتاب "الحسين والقرآن".
في النجف والكوفة
ثم توجه خير الله من كربلاء إلى النجف والكوفة، وزار الحضرة العلوية ومسجد الكوفة وكتب: "قمة الخشوع في المكان الذي استشهد فيه الإمام علي الذي رافق رسول الله 33سنة، هنا اغتيل سيد نهج البلاغة، وقفت نصف ساعة، الصمت أبلغ من الكلام في مقام سيد الكلمة، التأمل والتذكر أفضل رياضة روحية حيثما استشهد علي.. المقاتل في سبيل الرسول والمقتول في سبيل الإسلام.. أودّعك أيها الإمام معاهداً إياك بزيارة، بل بزيارات كلما سنحت الفرصة". تماماً كما يقول شيعة علي والحسين بعد الزيارة وعند الوداع.
تحياتي
قلبي الحيران- المشرفين
-
عدد الرسائل : 459
العمر : 32
العمل/الترفيه : طالبة
المزاج : حزين
تاريخ التسجيل : 22/12/2008
رد: مسيحي بكربلاء يبكي على ابا عبد الله الحسين
الله يسلمج
يلا همتج معانا
نبي نحذف الناس السخيفيين
يلا همتج معانا
نبي نحذف الناس السخيفيين
قلبي الحيران- المشرفين
-
عدد الرسائل : 459
العمر : 32
العمل/الترفيه : طالبة
المزاج : حزين
تاريخ التسجيل : 22/12/2008
رد: مسيحي بكربلاء يبكي على ابا عبد الله الحسين
السلام
يسلمو على الموضوع
تحياتي
يسلمو على الموضوع
تحياتي
عسـوـوله- الاعضاء
-
عدد الرسائل : 93
العمر : 28
المزاج : مرح
تاريخ التسجيل : 31/01/2009
رد: مسيحي بكربلاء يبكي على ابا عبد الله الحسين
شكرا على المرور
قلبي الحيران- المشرفين
-
عدد الرسائل : 459
العمر : 32
العمل/الترفيه : طالبة
المزاج : حزين
تاريخ التسجيل : 22/12/2008
مواضيع مماثلة
» عذراً رسول الله .!!!
» لعنة الله عليهم
» الله يصبركم بتموتون ضحك
» حياكم الله في منتديات سكون الليل
» سجل حضروك اليومي بالصلاة على النبي محمد صل الله عليه وآله وسلم
» لعنة الله عليهم
» الله يصبركم بتموتون ضحك
» حياكم الله في منتديات سكون الليل
» سجل حضروك اليومي بالصلاة على النبي محمد صل الله عليه وآله وسلم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى